شما در حال مشاهده نسخه آرشیو می باشید.

الثاني الهويّةالشخصيّة للشيخ الكلينيّ‌

<
>

إسحاق الكليني رحمه‌الله من رجالات تلك القرية المشار لهم بالبنان [١]. وأمّا امّه فهي امرأة جليلة فاضلة ؛ حيث تلقّت تربية حسنة ، وعاشت حياتها قبل زواجها في بيت من البيوتات المعروفة في تلك القرية ، وهو البيت المشهور ببيت علاّن.

والآخر : في خصوص أصل الكليني ؛ إذ لا دليل على انحداره من اصول فارسيّة ، خصوصاً وأنّ اسم جدّه الأعلى ليس من أسماء الفرس ، فاسم جدّ البخاري صاحب الصحيح مثلاً هو « بردزبه » ، وهو من أسماء المجوسيّة ، ولا يكفي الانتساب إلى كلين والولادة فيها على تثبيت الأصل الفارسي. كما لا دليل على انحدار ثقة الإسلام من اصول عربيّة أيضاً ، وربّما قد يستفاد من الكافي نفسه ما يشير عن بعد إلى عدم فارسيّته ، فقد روى بسنده عن محمّد بن الفيض ، عن الإمام الصادق عليه‌السلام بأنّ « النرجس من ريحان الأعاجم ». ثمّ قال معقّباً : « وأخبرني بعض أصحابنا أنّ الأعاجم كانت تشمّه إن صاموا ، وقالوا : إنّه يمسك الجوع » [٢] ، حيث إنّه لو كان من الأعاجم أصلاً لما احتاج إلى الرواية بنسبة شمّ الريحان إليهم ، بل يؤكّده بنفسه ؛ لعدم خفاء ذلك على من انحدر منهم ، ولكنّه دليل ضعيف.

وبمناسبة الحديث عن الاسرة التي احتضنت ثقة الإسلام نودّ التذكير بأمرين :

أحدهما : سؤالنا القديم الذي مضى على طرحه زهاء عشرين عاماً : « هل للكليني ولد »؟ ولم يزل إلى الآن بلا جواب محكم ، حيث لم أجد ـ رغم التتبّع الطويل الواسع ـ ما يشير إلى النفي أو الإثبات بشكل قاطع.

سادساً ـ وفاته ، تاريخها ومكانها :

١ ـ تاريخ الوفاة :

اختلف العلماء في ضبط تاريخ وفاته على قولين ، هما :

الأوّل ـ تحديد تاريخ الوفاة بسنة ٣٢٨ هـ ، قال الشيخ الطوسي في الفهرست : « توفّي محمّد بن يعقوب سنة ثمان وعشرين وثلاثمائة ببغداد ، ودفن بباب الكوفة في‌

37