الثاني الهويّةالشخصيّة للشيخ الكلينيّ
وسبب تلقيب الكليني رحمهالله بالرازيّ إنّما هو على أساس تبعيّة قرية كلين لمدينة الريّ ، مع أنّ الكليني قد سمع الحديث من مشايخ الريّ ، وروى عنهم كثيراً جدّاً في الكافي ، ممّا يشير إلى انتقاله إلى الريّ في بداية حياته العلميّة ، وبقائه فيها إلى أن بلغ ذروة شهرته ، حتّى قال النجاشي في ترجمته : « شيخ أصحابنا في وقته بالريّ ، ووجههم » [١].
الصنف الأوّل ـ الألقاب المكانيّة :
وهي أربعة ألقاب ، دلّ الأوّل والثاني منها على المكان الذي ولد فيه ونشأ وتربّى وأخذ العلم في ربوعه ، بينما دلّ الثالث والرابع على المكان الذي استقرَّ فيه إلى أن وافاه الأجل :
١ ـ الكليني :
هو نسبة إلى « كُلَيْن » ، قرية من قرى الريّ. وهذا اللقب من أشهر ألقابه المكانيّة قاطبة ، ومن شهرته أنّه غلب على اسمه ، ولا ينصرف إلى أحد ـ عند الإطلاق ـ إلاّ إليه ، على الرغم ممّن تلقّبوا به قبله أو بعده.
جدير بالذكر أنّ قرية كلين اختلف العلماء في ضبطها كثيراً ، كما اختلفوا في تحديد موقعها الجغرافي أيضاً ، الأمر الذي لابدّ من تناوله ، فنقول :
تقع قرية كُلَيْن جنوب مدينة الريّ التابعة لطهران ، وهي تابعة ـ حسب التقسيم الإداري حالياً ـ إلى مدينة حسن آباد الواقعة على طريق طهران ـ قم على يسار القادم من طهران ، ويبعد مدخلها عن طهران بمسافة ٣٥ كيلومتراً ، وعن قم ٩١ كيلومتراً. ومن مدخل المدينة إلى رأس هذا الشارع مسافة ٤ كيلومترات.
٢ ـ الرازيّ :
هو نسبة إلى الريّ ، المعروفة حالياً باسم شهر ريّ أي مدينة الريّ ، وهي من الأحياء الكبيرة في جنوب العاصمة طهران ، وحرف الزاي من زيادات النسب.
٣ ـ البغدادي :
وهو نسبة إلى بغداد عاصمة الدولة العبّاسيّة ، وهذا اللقب والذي يليه هما من ألقابه
33