المبحثالأوّل الحياةالسياسيّة والفكريّة في الريّ
وذكر الاسفراييني أنّ فرق النجاريّة في الريّ أكثر من عشر فرق ، إلاّ أنّه اكتفى بذكر أشهرها ، ومثله فعل الشهرستاني في الملل ، إذ ذكر ثلاث فرق فقط ، هي : « البرغوثيّة » و « الزعفرانيّة » و « المستدركة » [١].
ومهما يكن فإنّ أغلب أهل الريّ كانوا من الحنفيّة والشافعيّة ، وأكثرهم من الأحناف ، كما صرّح به الحموي [٢]. ثمّ انحسر الوجود العامّي في الريّ بعد سنة ٢٧٥ ه .
أنّهم وافقوا المعتزلة في كثير من المسائل.
٦ ـ المذاهب العامّيّة :
انحصر وجود المذاهب العامّيّة بالريّ في مذهبين ، وهما : المذهب الحنفي ، والشافعي. وأمّا المذهب المالكي فقد كان امتداده في المغرب الإسلامي بفضل تلامذة مالك بن أنس ، ولم يمتدّ إلى المشرق الإسلامي كثيراً ، وأمّا عن مذهب أحمد بن حنبل فهو أقلّ المذاهب الأربعة أتباعاً ، وآخرها نشأة ، ولم تكن له تلك القدرة العلميّة الكافية التي تسمح له بالامتداد خارج محيطه بغداد في عصر نشأته ، سيّما وأنّ أحمد بن حنبل لم يكن فقيهاً ، بل كان محدّثاً ؛ ولهذا أهمله الطبري ـ المعاصر لثقة الإسلام الكليني ـ في كتابه الشهير اختلاف الفقهاء ، الأمر الذي يفسّر لنا عدم امتداد فكر أتباعه في عصر الكليني إلى الريّ على الرغم من وقوف السلطة العبّاسيّة إلى جانب الحنابلة بكلّ قوة.
ونتيجة لهذا الخليط الواسع في الريّ ، من نواصب وزيديّة ومعتزلة وجبريّةوأحناف وشافعيّة ، فقد ظهر الكذّابون والمتروكون في تلك البلاد ، كما كثر المنجّمون في تلك البلاد بصورة واسعة.
٧ ـ المذهب الشيعي :
إنّ اتّفاق جميع من كتب في المقالات والفرق على أسبقيّة التشيّع على سائر المذاهب والفرق التي نشأت في الإسلام ، لهو دليل كافٍ على صدق ما تدّعيه الشيعة من عراقة مذهبها ، وكونه المعبّر الواقعي عن مضمون رسالة الإسلام ، ومن هنا حمل التشيّع عناصر
22